أُقيم الافتتاح بمناسبة الذكرى السنوية الـ 125 لتأسيس اتحاد مالطا لكرة القدم (MFA)
رئيس FIFA جياني إنفانتينو يشدد على تأثير المشروع من حيث الشمولية وتعليم الجيل القادم
جهود FIFA وMFA تهدف إلى تمكين كرة القدم على مستوى القاعدة الشعبية والنخبوية
احتفلت مالطا بأنها أحدث دولة تفتتح رسميًا ملاعب FIFA Arena المصغرة، وذلك في إطار التعهد التحويلي الذي قطعه رئيس FIFA جياني إنفانتينو بإنشاء ما لا يقل عن 1000 من هذه المرافق على مستوى العالم.
وتهدف المبادرة إلى توفير المزيد من فُرص اللعب للأطفال من أجل دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتعزيز الشمولية من خلال كرة القدم على مستوى العالم.
وكان افتتاح ملعب FIFA Arena المصغر في مالطا، يوم الاثنين، حدثًا تمتع بخصوصية كبيرة نظرًا لأنه تزامن مع الكشف الرسمي عن مركز مالطا الوطني الجديد لكرة القدم في تاكالي، وجاء ضمن فعاليات الذكرى 125 لتأسيس اتحاد مالطا لكرة القدم (MFA).
وأقيمت الفعاليات الاحتفالية بحضور رئيس FIFA، ورئيس اتحاد مالطا لكرة القدم بيورن فاسالو، ورئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، إلى جانب العديد من النُخب المحلية والدولية.
هذا ويُعد ملعب FIFA Arena المصغر في مالطا أول منشأة تنضم إلى مبادرة FIFA Arena بعد المرحلة التجريبية الأولية التي ضمت 11 اتحادًا عضوًا.
وجاء إعلان رئيس FIFA عن مشروع FIFA Arena خلال القمة الدولية للرياضة من أجل التنمية المستدامة بباريس في يوليو 2024، وهو استجابة لتعهد إعطاء الأولوية للمجتمعات والمدارس المحرومة. حيث يتمثل الهدف في توفير مساحات آمنة ويسهل الوصول لها من أجل الأطفال لكي يتمكنوا من اللعب والتعلم والنمو — وذلك باستخدام كرة القدم كمحفز للشمول والتعليم والتغيير الإيجابي.
وفي كلمته خلال حفل افتتاح مشروع FIFA Arena، أكد رئيس FIFA على تأثير المشروع على تعليم الجيل القادم.
وأضاف: "تضع FIFA الشباب في قلب تطوير كرة القدم، وسوف يساعد إطلاق FIFA Arena في مالطا على تغيير حياة الأطفال، وذلك من خلال توفير مساحة آمنة للتعلم واللعب والنمو. رؤية FIFA Arena على مستوى العالم تتمثل في إشراك ملايين الفتيات والفتيان في جميع أنحاء العالم بشكل إيجابي، وتعزيز الإدماج واستخدام كرة القدم كأداة قوية لدفع التغيير الاجتماعي."
هذا وقد حضر حفل الافتتاح اللاعبان الأسطوريان في كرة القدم فابيو كانافارو وكريستيان فييري، ووزير التعليم والرياضة والشباب والبحث والابتكار الدكتور كليفتون جريما، والأمين البرلماني للأشغال العامة عمر فاروجيا، ورئيسة مدرسة ماريا ريجينا الابتدائية فيكتوريا سبيتيري، وسينسو جاليا رئيس بلدية سانت بول باي.
وقال رئيس MFA: "لطالما كانت القاعدة الشعبية على رأس أولوياتنا دائمًا؛ وفي السنوات الأخيرة، استثمر اتحاد مالطا لكرة القدم ملايين الدولارات في تطوير وتحسين البنية التحتية للأندية الأعضاء. لكن يتجاوز هذا المشروع مجرد كونه مكان لجلسة تدريب عادية في أي نادٍ لكرة القدم. فسيعطي هذا المكان الآمن الفرصة للعديد من الأطفال من أجل لعب كرة القدم، وقبل كل شيء، المشاركة والاندماج وإزالة الحواجز."
وأضاف: "هذه المدرسة الشاملة، التي تضم طلاباً من أكثر من 50 دولة مختلفة، هي مثال على كيفية امتزاج الخلفيات العرقية والثقافات المتنوعة معاً، مما يترك أثراً إيجابياً على بيئة التعلم."
هذا ويعد اختيار مدرسة سانت بول باي الابتدائية كموقع لـ FIFA Arena في مالطا مثالاً قوياً على الأهداف التحويلية للمبادرة. حيث تُعد المدرسة جزءًا من كلية ماريا ريجينا، وتخدم حوالي 700 طالبًا يمثلون 51 جنسية مختلفة، مما يعكس التنوع النابض بالحياة في مالطا. وسيكون الملعب المصغر الجديد مفتوحًا للتلاميذ، إضافةً إلى أنه سيفتح أبوابه للمنظمات التي تدعم الأشخاص ذوي الهمم، والكيانات التي تعمل مع المهاجرين، والمجموعات المجتمعية التي تنشط في تعزيز الإدماج.
وبالإضافة إلى ذلك، سيكون ملعب FIFA Arena المصغر مركز تدريب لبرنامج Football for Schools التابع لـ FIFA، مما سيتيح تنظيم ورش العمل وبناء القدرات لمعلمي التربية البدنية والمدربين من المجتمع الأوسع.
وقال السيد جريما: "اخترنا هذه المدرسة لأنها تضم العديد من الجنسيات التي تعمل معًا كفريق واحد، وتعمل معًا كمجتمع. وهذا في حد ذاته رسالة قوية مفادها أنه عندما تكون هناك وحدة، وعندما يكون هناك عمل جماعي، يمكننا تحقيق نتائج مهمة. وحقيقة أننا اليوم نفتتح هذا المشروع، الذي سيظل هنا من أجل شباب مجتمعاتنا، هو شيء يملأ قلبي بالفرح".
وأضاف الرئيس إنفانتينو: "أنا ممتن لـ MFA، وجميع العاملين في مدرسة سانت بول باي الابتدائية وكلية ماريا ريجينا، بالإضافة إلى جميع المعنيين المحليين الذين يتعاونون معنا لتوفير الأمل ورسم الابتسامات على وجوه الصغار".
بنُي كل ملعب مصغر من ملاعب FIFA Arena مع وضع الاستدامة في الاعتبار. حيث يثبت المقاولون المحليون العشب الصناعي المخصص والسياج المحيط، في حين يوفر FIFA نظام الملعب والتدريب والتوجيه والأدوات اللازمة للصيانة المستمرة. ويضمن نظام الحجز المُولِد للإيرادات إعادة استثمار الأموال في الصيانة والتوسعة، مما يخلق دورة مستدامة لتحسين المرافق.
هذا وستشهد المرحلة الثانية من المشروع إعادة استخدام حاويات الشحن لإنشاء مراكز مجتمعية ومخازن وغرف لتبديل ملابس ومكاتب، إلى جانب تركيب كشافات تعمل بالطاقة الشمسية لتمديد ساعات اللعب وتعزيز استخدام الطاقة المسؤول بيئيًا.
وشهدت المناسبة أيضًا الافتتاح الرسمي للمركز الوطني لكرة القدم في تاكالي، والذي يقع في نفس المجمع الذي يضم الملعب الوطني ومقر MFA. وبفضل التمويل المشترك من MFA وصندوق التنمية الاجتماعية الوطني، سيشكل هذا المركز المتطور القلب الفني لكرة القدم في مالطا.
حيث يضم ملعبًا من الفئة الأولى، ومرافق طبية ورياضية، ومناطق استرخاء للاعبين، ومكاتب إدارية، وقاعات مؤتمرات—جميعها مصمم لرفع مستوى كرة القدم والسياحة الرياضية في مالطا.
والآن، سيُدار المنتخب الوطني وجميع العمليات اللوجستية من المبنى الجديد، مما سيعمل على توحيد القطاع الفني في مالطا تحت سقف واحد وتوفير منصة لتطوير اللاعبين والمدربين النخبة.
وقال رئيس الوزراء أبيلا: "قصة كرة القدم في مالطا تعكس قصة مالطا كأمة، وهي دولة صغيرة أثبتت نفسها بين دول أوروبا والعالم، مخترقةً سقف إمكاناتها، مدفوعةً بالعاطفة والالتزام الشديد والتنافسية العالية، وبالطبع، الفخر القوي."
"ما هي الطريقة الأفضل للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 125 الأولى لاتحاد مالطا لكرة القدم من تزويد فِرقنا الوطنية بالمرافق التي تحتاجها حقًا لتكون قادرة على البقاء تنافسية في المستقبل؟
وأضاف: "نعم، يهدف المركز إلى ضمان حصول فريقنا الوطني على أفضل دعم ممكن – ولكننا نطمع في أكثر من ذلك. يتعلق الأمر بإتاحة المزيد الفُرص للمالطيين من أجل المشاركة في اللعب لأنني أعلم مدى قوة الشعور بالمشاركة والاندماج الذي يأتي من كون الفرد جزءًا من فريق."
هذا وقد تأسس اتحاد مالطا لكرة القدم في عام 1900، وهو أحد أقدم الاتحادات الأعضاء في كرة القدم العالمية. وتتمتع مالطا، باعتبارها عضوًا في FIFA منذ عام 1960، بتقليد فخور من المرونة والطموح.
ويشكل افتتاح ملعب FIFA Arena المصغر في مالطا والمركز الوطني لكرة القدم فصلاً جديدًا من هذه الرحلة—رحلة تتسم بالشمول والفرص والتقدم المستدام. فمن خلال الاستثمار في الشباب والتعليم والمجتمع، تعمل مالطا وFIFA جنبًا إلى جنب لضمان استمرار كرة القدم في إلهام وتوحيد وتمكين الأجيال القادمة.