شاركت عشرة اتحادات وطنية أفريقية منضوية تحت مظلة FIFA في ورشة عمل حول الحوكمة المالية في العاصمة الغانية أكرا، حيث ساعدت الاتحادات المشاركة في تعزيز مستوى كفاءة إدارتها المالية، التي تُعتبر جزءاً أساسياً من تنمية وتطوير كرة القدم في جميع أنحاء العالم.

ولخص أسطورة كرة القدم الغانية أبيدي بيليه أهمية ورشة العمل في كلمته الختامية قائلاً: "باعتبارنا اتحادات وطنية ناظمة لشؤون كرة القدم في بلداننا، من واجبنا جعل أنديتنا تتبنى أفضل الممارسات في الحوكمة المالية". وأضاف النجم السابق، الذي تُوِّج بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات: "فلننشر المعلومات ذات الصلة حتى نستفيد على أتم وجه من الدروس المستخلصة من ورشة العمل هذه، وذلك في سبيل تعزيز اللعبة وتطويرها والنهوض بها".

يُذكر أن ورشة العمل شهدت مشاركة اتحادات جزر الرأس الأخضر وغامبيا وكينيا وليبيريا ونيجيريا وسيراليون والسودان وزامبيا وزمبابوي بالإضافة إلى البلد المضيف غانا، حيث عُقدت في الفترة الممتدة من 29 إلى 31 يناير/كانون الثاني.

هذا ويتوقف التزام FIFA بتطوير كرة القدم وجعلها لعبة عالمية بحق على الحوكمة المالية السليمة والرشيدة، التي لا يمكن ترسيخها إلا بعقد ورش عمل مماثلة بانتظام في جميع أنحاء العالم، إذ يتم تصميمها لتعزيز الحوكمة المالية وتنمية القدرات داخل الاتحادات الأعضاء وضمان تحقيق أفضل مستوى كفاءة للأموال التي الموزعة عليها من خلال برنامج FIFA Forward،

الذي تم إطلاقه عام 2016 بهدف تمويل مشاريع تنموية في كل من الوطنية الـ 211 المنضوية تحت مظلة FIFA. فخلال دورة FIFA Forward 3.0، التي تستمر أربع سنوات (2023-2026)، يحق لكل اتحاد عضو الحصول على 8 ملايين دولار أمريكي، وهو ما يمثل زيادة قدرها سبعة أضعاف مقارنة بالتمويل الذي كان يتلقاه قبل عام 2016، مما يمثل نتيجة مباشرة لتعزيز الحوكمة داخل أجهزة FIFA والنهوض بوضعه المالي في العهد الجديد.

"وفي هذا الصدد، قال بروسبر هاريسون أدو، الأمين العام للاتحاد الغاني لكرة القدم: "لقد كانت بالفعل ورشة عمل مثمرة وملهمة من شأنها أن تساعدنا في خدمة الجهات الفاعلة في لعبتنا بطريقة أكثر كفاءة". وأضاف: "بفضل المحتوى الغني والخبراء الممتازين والحوار المفتوح وتبادل المعرفة والأمثلة الواقعية التي تم استعراضها، تمكنّا من تعميق فهمنا للحوكمة المالية، التي تُعتبر حجر الزاوية في النزاهة والمساءلة والشفافية في كرة القدم،

ولذا فإننا نغادر هذه الورشة مع اتحاداتنا الأعضاء مسلّحين بالموارد المطلوبة وبالتزام متجدد برفع مستوى حوكمة كرة القدم والارتقاء بها إلى آفاق أعلى".

يُذكر أن ورش العمل تقام تحت مظلة "حَرَم FIFA" الذي تم إنشاؤه حديثاً، والذي يُعد بمثابة مركز تعلم لجميع مبادرات FIFA المتعلقة بتطوير القدرات وتعزيز التعليم في الاتحادات الوطنية الأعضاء.

“وفي هذا الصدد، قال كريستوف سوبيغر، رئيس قسم FIFA المعني بالخدمات المالية في الاتحادات الأعضاء: "كانت ورشة العمل فرصة ممتازة للاتحادات الأعضاء العشرة المدعوة للتعرف على أفضل الممارسات حول الإدارة المالية والحوكمة المالية بمختلف جوانبها، مثل المشتريات وتضارب المصالح والوثائق الداعمة وأنظمة المحاسبة وما إلى ذلك". وتابع: "لقد كان تبادل المعارف والخبرات بين الاتحادات الأعضاء أساسياً لنجاح ورشة العمل، علماً أن الاتحاد الغاني لكرة القدم قام بعمل رائع في تنظيم هذا الحدث".

يُذكر أن ورشة العمل بدأت باستعراض دليل الحوكمة المالية، وقد تضمنت مناقشات ومباحثات جماعية وجلسات لدراسة مختلف الحالات، حيث تركزت الأشغال على أهمية المساءلة والشفافية والحوكمة المالية المسؤولة في سياق برنامج FIFA Forward.

من جانبه، قال محمد بنسون باوه، الأمين العام بالنيابة لاتحاد سيراليون لكرة القدم: "كان من المفيد جداً الاطلاع على رؤى مُعمقة حول عمليات الشراء والإدارة الفعالة للسلع والخدمات وإنشاء بلاغات وسجلات ذات صلة بحالات تضارب المصالح المتعلقة بأعضاء اللجنة التنفيذية وموظفيها، إذ من شأن هذه التدابير أن تعزز إطار الحوكمة في اتحادنا وأن تحمي النزاهة داخل أجهزته.

"كما أن تعلُّم كيفية إدارة المخاطر يعكس مدى أهمية حماية الموارد وإدارة الأموال بطريقة رشيدة، وهو ما من شأنه أن يساعد على ضمان التطوير المستدام".

وتابع بالقول: "لقد كانت ورشة العمل هذه علامة فارقة بحق، حيث أكدت لنا أننا سائرون في الطريق الصحيح، بقدر ما سلَّطت الضوء على الجوانب التي يمكن تحسينها، ومن شأن المعارف التي اكتسبناها هنا أن تساعدنا على تعزيز الكفاءة والقدرات الوظيفية لاتحاداتنا الوطنية".