قبل انتقاله إلى أستراليا، عاش إيمانويل كيلي طفولة طغت عليها الحروب، حيث ألحقت الأسلحة الكيميائية الضرر بأطرافه
بعد عمليات جراحية متعدّدة، بدأ مسيرته الموسيقية التي أوصلته إلى أكس فاكتور ومنها إلى إحياء حفلات موسيقية برفقة Coldplay وأخيراً إلى استعراض ما بين الشوطين في ملعب ميتلايف
هذا الاستعراض ما بين شوطي المباراة التي تجمع بين تشيلسي وباريس سان جيرمان هو الأول من نوعه، وقد أُنتج بالشراكة مع Global Citizen
بالنسبة إلى ملايين المشجعين والمشاهدين حول العالم، يشكّل اللاعبون في ملعب ميتلايف أثناء المباراة النهائية لكأس العالم للأندية FIFA 2025™ مصدر إلهام وتشجيع حقيقي، بل أمثلة واقعية عمّا يمكن تحقيقه عند دمج المهارة بالأمل والعزم.
ولكن يجب على هؤلاء المشجعين البقاء والاستيحاء أيضاً من أحد النجوم الذين سيحيون استعراض ما بين الشوطين نهار الأحد. فالرحلة التي سلكها المغنّي الأسترالي إيمانويل كيلي للوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية FIFA، ناهيك عن مسيرته الغنائية الناجحة، ملهمة تماماً كرحلة لاعبي تشيلسي وباريس سان جيرمان. وقد تحققت رغم المصاعب والعوائق.
يبدأ كيلي بإخبارنا قصة حياته المذهلة، فيقول: "أنا في الأصل من العراق. وقد عُثِر عليّ في صندوق على أرض المعركة من قبل بعض الجنود الذين كانوا من المفترض بهم يتبادلوا إطلاق النار".
كانت أطرافه متأذية بفعل الأسلحة الكيميائية، فرص نجاته شبه منعدمة. ولكنّ إمانويل كيلي صمد رغم طفولته الموحشة في أحد دور الأيتام في بغداد، حيث تبنّته مويرا كيلي بسنّ السابعة وأحضرته إلى أستراليا. خضع إيمانويل لعمليات جراحية متعدّدة في السنوات المتعاقبة، ما منحه الفرصة لتغيير مجرى حياته.
قال كيلي، متحدثًا عن نفسه وعن زميله المتبنى أحمد (سباح بارالمبي): "تعلمنا كل الأمور الأساسية التي أعتقد أن البشر يتجاهلونها أحيانًا، مثل المشي وتناول الطعام وما شابه". وأضاف: "في النهاية، قررتُ أنني أريد العمل في مجال الترفيه والموسيقى".
غير أنّ الطموح الذي يتمتع به إمانويل كيلي، وإيمانه وحسّ الدعابة لديه لم يأتِ من دون تعب وعناء، بل كان عليه تذليل الكثير من العوائق. وكانت مسيرته المهنية تسير يداً بيد مع المسار الذي اعتنقه لتقبّل ذاته، وهذا ما ألهمه ليؤدّي في نهائي كأس العالم للأندية FIFA في نيو جيرسي.
هذا الاستعراض المذهل بين شوطي المباراة هو الأول من نوعه بتاريخ FIFA، وسيُنتج بالشراكة مع Global Citizen، المنظّمة المتخصصة بمكافحة الفقر المُدقع ومحاولة وضع حدّ له. وسيتمّ تخصيص دولار واحد من سعر كلّ بطاقة مباعة لكأس العالم للأندية وFIFA منحه لصندوق التعليم FIFA Global Citizen الذي يسعى إلى جمع 100 مليون دولار بهدف تسهيل إمكانية وصول الأطفال حول العالم إلى التعليم وكرة القدم. وبدورها، قد تتمكن هذه الأمور من تقديم بعض الفرص وبعض الأمل، وبعض الثقة بالنفس.
وهي مهمّة تتماشى تماماً مع تلك التي يهدف إليها إمانويل كيلي.
وقد أضاف إمانويل كيلي قائلاً: "إن كنت واثقاً بنفسك وثابتاً وتحبّ نفسك وتقدّرها وتعتنق من أنت، فهذا درع منيع بوجه السلبية في العالم، وأظنّ أنّه من المهمّ إلهام الناس ليحبّوا أنفسهم ولا يخافوا أن يكونوا مختلفين وغير مطابقين مع الآخرين. ومن يدري؟ ربما في أحد الأيام، سيكونون هم من يحيي استعراض ما بين شوطي نهائي كأس العالم للأندية FIFA".
في عام 2011، بسنّ الـ 18، قام بأداء أغنية "Imagine" لجون لينون في النسخة الأسترالية من أكس فاكتور، وقد كانت الخيار المناسب إذ انتشرت بقوة، وبعدها بقليل أطلقت مسيرة إمانويل كيلي.
وتابع كيلي قائلاً: "شاهد عدد كبير من الناس أدائي، وهذا ما أوصلني للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية مع أروع الأشخاص من كوينسي جونز إلى برونو مارس، كما أنني كنت في جولة مؤخراً مع Coldplay". "كريس (مارتن) هو بمثابة شقيق لي، وتجمعني هذه العلاقة معه منذ حوالي ثماني سنوات، وقد قال لي في أحد الأيام ’تعال رافقني في الجولة وانضمّ إلينا في جولة الملاعب’، وقد كان الأمر مذهلاً للغاية".
يقوم كريس مارتن بتنظيم عرض ما بين الشوطين نهار الأحد الذي سيُقام على مسرح مبنيّ لهذه الغاية في الطوابق العليا من ملعب ميتلايف. وسينضمّ إلى إمانويل كيلي في هذا المهرجان الموسيقي الأول من نوعه فنان الريغاتون الكولومبي جاي بالفين، ومغنّية الراب الأمريكية دوجا كات، والمغنّي النيجيري تيمز.
ورغم حماسة إمانويل كيلي للأداء إلى جانب أكبر النجوم في العالم، سيكون أيضاً مذهولاً بالنجوم الذين سيلعبون على أرض الملعب. فهو يمارس لعبة FIFA الإلكترونية كثيراً كما أنّه "معجب جداً بكرة القدم" ويأمل أن يتمكن كول بالمر، لاعب تشيلسي، من التسجيل يوم الأحد. يتوقّع كيلي أن تكون المباراة "مذهلة" ومسك الختام لبطولة "رائعة". وأضاف أنه كان سعيداً لرؤية المشجعين يتابعون كأس العالم للأندية FIFA بنسخته الموسّعة، إذ أنه بذلك يقدم فرصاً للمزيد من الأندية التي تستحقّها والقادمة من مختلف أنحاء العالم.
وواصل قائلاً: "لقد وصلت بعض الأندية التي لم يتوقّع أحد وصولها".
يتوفّر استعراض إمانويل كيلي، بالإضافة إلى باقي استعراض ما بين شوطي المباراة النهائية لكأس العالم للأندية FIFA بين تشيلسي وباريس سان جيرمان مباشرة ومجاناً على DAZN.com.
ويأمل أن يستمتع المشجعون من حول العالم بالمهرجان الكامل. أمامنا رسالة لإيصالها، وأمل لنحييه، ووقت لنستمتع به.
وتابع إمانويل كيلي: "بعض الأمور في العالم تتحدث بلغة عالمية، وبعض الرياضات أيضاً في العالم تتحدث بلغة عالمية. الموسيقى، والأفلام، والتلفزيون والرياضة هي ثلاث لغات عالمية، ومن هذه الرياضات، ربّما كرة القدم هي التي تتحدّث كلّ لغات العالم وتجمع الناس معاً".
"إنها واحدة من أقوى الأدوات ذات القدرة على التوحيد، ويمكن استخدامها في عالم منقسم للغاية. نحن بحاجة إلى بعض السعادة. ونحتاج إلى بعض المجد. ونحتاج إلى بعض الرفاهية والرقيّ ونحتاج إلى الأحلام. وأيّ مكان لرؤية الأحلام وعيشها أفضل من FIFA؟"