يبدو منتخب ساموا للسيدات تحت 17 سنة عاقد العزم على أن يكون أحد أفضل منتخبات أوقيانوسيا استعداداً لخوض أي من نسخ بطولات كأس العالم FIFA.
وكان المدرب خوان تشانغ يوريا ولاعبات الفريق قد كتبوا صفحة جديدة في التاريخ الكروي للبلاد عندما أصبحوا أول فريق من ساموا يتأهل لإحدى نسخ كأس العالم FIFA، وها هم الآن يستعدون لإثبات جدارتهم بالتأهل، وخوض البطولة في أكتوبر/تشرين الأول لا لمجرّد تجربة المشاركة، بل ليكونوا نداً حقيقياً للفرق الأخرى.
يُذكر أن منتخب ناشئات ساموا قد أتمّ لتوّه معسكراً تدريبياً استمرّ ستة أيام في كاليفورنيا في إطار التحضيرات لخوض غمار منافسات كأس العالم للسيدات تحت 17 FIFA™، والذي يشمل محطات في الولايات المتحدة الأمريكية ونيوزيلندا وساموا، ومشارَكة في كأس دالاس.
وعن ذلك، قال المدرب يوريا: "هذا المستوى من التحضيرات في جزر المحيط الهادئ غير مسبوق. نحاول أن نرفع مستوى التحضيرات ونستعدّ بشكل مغاير بحيث نجعل ساموا ومنطقة أوقيانوسيا فخورة بنا في كأس العالم".
يُذكر أن بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA توسعّت مؤخراً لتشمل 24 فريقاً، بحيث استفادت ساموا من تخصيص أوقيانوسيا ببطاقتي تأهل، نظراً لكونها احتلت مركز الوصيف في البطولة القارية التي حظي المنتخب النيوزيلندي بلقبها.
أما فيجي التي استفادت كذلك العام الماضي من توسيع عدد الفرق المشارِكة في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة FIFA، فقد ظهرت بأداء باهت في مرحلة المجموعات، وهو ما دفع اتحاد ساموا لكرة القدم لوضع خطط مكثفة لتحضير ناشآته للتألق في البطولة التي سيستضيفها المغرب.
وأردف المدرب: "وافق الجميع في الاتحاد على أهمية هذه المعسكرات للاعبات. كانت فكرة ممتازة أن نكرّس كل جهودنا في خدمة الفريق، وقد بذل الجميع كل ما في وسعه لإنجاح ذلك".
أما ساراي بيرمان، مديرة قسم FIFA المعني بكرة قدم السيدات، وهي لاعبة دولية سابقة من ساموا، فقد تابعت تطوّر أداء المنتخب عن كثب. وقالت المديرة التنفيذية السابقة لاتحاد ساموا لكرة القدم: "أهمية مشاركة منتخبين من أوقيانوسيا في كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة كبيرة للغاية. توفّر البطولة منصة عالمية للمواهب الشابة من المنطقة، والتأهل التاريخي لساموا إنما هو مصدر فخر هائل.
إن تمثيل ساموا وأوقيانوسيا على المسرح العالمي يعد إنجازًا لا يصدق، وأنا لا أستطيع الانتظار لرؤيتهم وهم يشاركون في المغرب.
أودّ التوجه بالتهنئة للاعبات والكادر التدريبي والاتحاد الوطني، لا على التأهل فحسب، بل على التزامهم بالاستثمار ببرنامج (كرة قدم) السيدات، وحرصهم على أن تحظى هؤلاء اللاعبات - اللواتي يمثلن نجمات المستقبل في كرة قدم البلاد - بفرصة تقديم أفضل ما لديهن. تمثيل ساموا وأوقيانوسيا على الساحة العالمية هو بمثابة إنجاز هائل، ولا يسعني الانتظار لمتابعة المنتخب في البطولة التي تستضيفها المغرب".
بفضل تمويل برنامج FIFA Forward للتكاليف التشغيلية واتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم، وضع الاتحاد خطة مفصلة لتحضير اللاعبات المنتشرات في أرجاء ساموا وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية.
وعن المعسكر الذي أقامه المنتخب في كاليفورنيا، قال المدرب يوريا إنه كان بمثابة منصة مثالية لتشكيلة الفريق المكونة من 18 لاعبة واللواتي يلعبن في فرق المدارس الثانوية بأرجاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف المدرب المستقر في نيوزيلندا ولاعب غواتيمالا الدولي السابق، الذي استغل شبكة علاقاته في المشهد الكروي الأمريكي لتنظيم معسكر تدريبي في جامعة سانتا آنا وتأمين منشأة تدريبية في منطقة إرفين: "من المهم التواصل بشكل مباشر مع اللاعبات الشابات في هذا العمر، وكذلك التواصل مع عائلاتهم ومحيطهم المحلي. كما استفدنا من دعم هائل من جالية ساموا، إذ قاد بعضهم سياراتهم من يوتاه وتكساس، وكان هناك المئات من أفراد الجمهور في المباراتين".
وإلى جانب ست حصص تمرين، خاضت لاعبات ساموا الشابات مباراتين أمام أفضل الفرق في دوري أندية النخبة الأمريكي. وقد تمكنت ممثلات أوقيانوسيا من التغلب بهدفين نظيفين على نادي سلامرز، ولكنهن خسرن بنفس النتيجة في الأنفاس الأخيرة من اللقاء أمام نادي ليجيندز الذي يضمّ في تشكيلته مجموعة من أبرز اللاعبات الشابات من أمريكا والمكسيك.
وأردف المدرب: "كان في صفوف الفريقين لاعبات ممتازات، إلا أن فريقنا كان نداً حقيقياً".
اشتمل المعسكر التدريبي كذلك على تدريبات اختبار وصقل اللياقة البدنية، بالإضافة إلى مقابلات فردية مع اللاعبات لوضع خطط منفصلة لرصد تطوّر أدائهن. ورغم أن المدرب استفاد من دفعة كبيرة من المواهب ضمن جاليات البلاد في الخارج، إلا أنه يؤكد على أن الفريق ليس أمريكياً بألوان علم ساموا.
وأضاف المدرب الذين سيجمع لاعباته من كافة الدول في أبريل/نيسان لخوض منافسات كأس دالاس، وهو عبارة عن بطولة يتم توجيه الدعوة للمشاركة فيها إلى أفضل 32 فريقاً من كل فئة عمرية: "سنعقد معسكرات مشابهة للاعبات في أستراليا ونيوزيلندا وساموا، ولكن كان من المفيد التقسيم إلى مجموعات في بداية التحضيرات، لأنه لم يكن لدينا متّسع من الوقت خلال أسبوع واحد باستقدام اللاعبات وتجنّب عناء السفر والإصابات".
وختم حديثه قائلاً: "إنها بطولة عظيمة، والمرة الأولى التي سيتنافس فيها أحد منتخبات جزر المحيط الهادئ، أي أنه سيكون بمثابة تحدٍّ هائل. ولكننا بحاجة إلى هذه التحديات، لأن (المنافسة) في كأس العالم FIFA لن تكون سهلة".